سلمى
عدد المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 27/07/2009
| موضوع: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل الخميس أغسطس 06, 2009 6:06 am | |
| (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل )
هذا الحديث يُروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه من طريقين : الأولى : أبو داود الطيالسي :عمران القطان عن قتادة عن أنس به . أخرجه من هذا الوجه أبو نعيم في الطب النبوي ( 1/261 دار ابن حزم ) وهو سند ضعيف , عمران القطان , قال عنه النسائي : ضعيف . وقال عنه الدارقطني : كان كثير المخالفة والوهم . وقال عنه يحي بن معين : ليس بالقوي . وقال عنه أيضاً : لم يرو عنه يحي بن سعيد , وليس هو بشي . قال الآجري : سمعت أبا داود وذكر عمران القطان , فقال : ضعيف, أفتى في أيام إبراهيم بن عبدالله بن حسن بفتوى شديدة فيها سفك دماء .اهـ ومشَّاه بعض العلماء بعبارات ليس فيها ما يقوي حديثه , كقول الإمام أحمد : أرجو أن يكون صالح الحديث . وقول ابن عدي : هو ممن يُكتب حديثه . فهذه العبارات إذا ضُمت إلى التى قبلها أفادت أنه يصلح في الشواهد , وليس الاحتجاج بحديثه إذا انفرد . والله تعالى أعلم .
الطريق الأخرى : عباد بن كثير عن سيار الواسطي عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس به . أخرجه من هذا الوجه أبو نعيم في الطب النبوي ( 2/261_262 دار ابن حزم ) وهذا السند فيه علتان : الأولى : عباد بن كثير, هو البصري , وليس الرملي _ فيما يظهر _ وكلاهما ضعيف , والبصري أشد ضعفاً , وكان الشيخ الألباني رحمه الله قد تردد فيهما ولم يجزم بواحدٍ منهما أثناء تخريجه للحديث في السلسلة الصحيحة ( 1647 ) فقال : وعباد بن كثير, إن كان الرملي فضعيف , وإن كان الواسطي فمتروك . اهـ قلت : هو الواسطي المتروك ؛ لأن الراوي عنه عند أبي نعيم في كتاب الطب النبوي هو إسماعيل بن عياش , وقد ذُكر إسماعيل بن عياش في الرواة عن عباد بن كثير البصري , ولم يُذكر في الرواة عن عباد بن كثير الرملي , كما في تهذيب الكمال ( 14/ 146 , 150 ) العلة الأخرى : سيار الواسطي , ومرةً قال عباد بن كثير : أبو إسحاق الواسطي , والظاهر أنه سيار نفسه , قال الشيخ الألباني رحمه الله : سيار الواسطي لم أعرفه . اهـ فالإسناد ضعيف جداً , لا يصلح في الشواهد والمتابعات . نعم , تابع سياراً في الرواية عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة : يزيد أبو خالد الدالاني . أخرجه من هذا الوجه الطبراني في الأوسط ( كما في السلسلة الصحيحة 1647 ) , قال الطبراني : لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان . قال الشيخ الألباني : قال الحافظ في الفتح ( 11/58 ) وهو متروك . قلت : فالإسناد ساقط . فلم يبق للحديث من حيث الاستشهاد والتقوية إلا الإسناد الأول , وهو إسناد ضعيف كما تقدم , فالحديث ضعيف, لا يثبت مرفوعاً , والله تعالى أعلم .
وقد رُوي هذا الكلام عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله , فقد أخرجه ابن نصر في قيام الليل كما في ( السلسلة الصحيحة 1647 ) عن مجاهد : بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملاً له لا يَقيل , فكتب إليه : أما بعد فقِلْ , فإن الشيطان لا يَقيل . قال الشيخ الألباني : ولم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في رجاله , وهو منقطع بين مجاهد وعمر . اهـ قلت : قال ابن مفلح في الآداب الشرعية ( 3/146 الرسالة ) : قَالَ الْخَلَّالُ ( اسْتِحْبَابُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَانَ أَبِي يَنَامُ نِصْفَ النَّهَارِ شِتَاءً كَانَ أَوْ صَيْفًا لَا يَدَعُهَا وَيَأْخُذُنِي بِهَا وَيَقُولُ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ . اهـ فالظاهر أنه كما قال الإمام أحمد هو من كلام عمر رضي الله عنه . | |
|